الأبواب المفتوحة


الأبواب المفتوحة
أحبك أبى ..أحبك أمى ..أحبكم إخوتى.. ولكن حبى لمحمود أشد . سامحونى جميعا فأنا لا أستطيع أن أعيش بدونه . لقد كانت الرسالة كصاعقة أو بركان انفجر فى وجه الأسرة فالأب لم يعد يتحدث مع أحد أو يرفع عينه فى  الناس والأم صارت تبكى ليل نهار والأخوة  تركوا جامعاتهم وبدأوا يبحثون عنها فى كل مكان ولم يكن متوقعا من نادية البريئة الهادئة أن تحدث منها الكارثة التى دمرت حياة  الأسرة وحولتها إلى جحيم فهى كانت مثالا للفتاة المؤدبة الطيبة التى تذهب  إلى الجامعة وتعود إلى البيت فى مواعيدها لم تتغيرولم يظهر عليها شيء  منذ أن دخلت الجامعة ولم تكن كأختها نوال التى كانت مشغولة بلبسها وشعرها ولا يمر يوم إلا وهناك مشكلة مع أحد أخواتها . مر شهر ولم تسمع الأسرة خبرا يسرها أو يحزنها وإذا بأحد أصدقاء  الأسرة يتصل بهم يبلغهم خبر مقتل نادية . كيف حدث ذلك ؟ ومن القاتل ؟ ولماذا ؟ وأين ؟ أسئلة عديدة ليس لها أجوبة ولكن الجواب الوحيد أنها قتلت فقد عثر عليها  مذبوحة  وملقاة على الطريق وبدأت تحقيقات النيابة فسألت الجيران والأهل والأصدقاء وليس هناك دليل فقررت دفن الجثة وقيد القضية ضد مجهول . لم يكن ذلك أمرا هينا على أخيها الأكبرنادر صاحب السمعة الطيبة والمكانة المرموقة فترك عمله وبدأ يبحث عن خيط لعله يجد الحقيقة الغائبة وذهب يوما إلى الجامعة يسأل أصدقاءها وزملاءها فلم يجد جوابا شافيا وعاد يجرجر أقدامه كأنه يحمل جندلا أو حديدا استسلمت  الأسرة لأحزانها وطوت جراحها وبعد عام من الحزن جلست نهى الشقيقة الصغرى أمام جهاز الكومبيوتر وفتحت صفحة الفيس بوك فإذا بها صفحة أختها نادية تركت حسابها مفتوحا قبل أن تكتب رسالتها الأخيرة وتهرب وجدت عدة رسائل غير مقروءة بدأت تتصفحها إنها رسائل عديدة ولكنها مرت عليها سريعا حتى وقفت عند رسالة تاريخها يوم هروب نادية .. انتظرك الليلة الساعةالثانية عشرة لا تتأخرى . محمود ..صرخت نهى  فأيقذت كل من فى البيت وهرعوا جميعا إلى نهى ماذا بك ؟ هل أصابك شيء ؟ لا ولكن .. ماذا ؟ تقدم نادر يقرأ الرسالة وأخذ يسترجع الرسائل السابقة منذ تعرفت نادية  بمحمود وتناول هاتفه واتصل فورا بالشرطة يبلغ عن قاتل أخته وفتحت القضية من جديد وقبضت النيابة على ذلك الشاب المدلل الذى غرر بالفتاة البريئة واستدرجها إلى شقته مع مجموعة من رفقاء السوء ثم قتلوها خشية افتضاح أمرهم وألقوها على الطريق ظانين أن أمرهم لن يكشفه أحد ونسوا قول الله تعالى " إن ربك لبالمرصاد "
محمد فهمى / الإسكندرية /24/2/2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امتحانات السنوات السابقة لمادة اللغة العربية للصف الثالث الثانوى وإجاباتها

آداب الصداقة لابن مسكويه للصف الثانى الثانوى

مكارم الأخلاق وحاتم الطائى شرح الأستاذ محمد فهمى