الشبح ,,قصة قصيرة
الشبح ... قصة قصيرة بقلم محمد فهمى
3 أغسطس، 2014، الساعة 12:38 صباحاً
الشبح !أول قصة قصيرة لمحمد فهمى "لابد من المشي " قالها أحد الثلاثة
وأنا أين أذهب فالطريق ليس واحدا ؟ ترجلوا طريقهم تلفهم العباءات السوداء والعمائمالبيضاء, حاولت أن أتبعهم وأقيم الليلة عندهم , لكني لست متطفلا ولم أدع إلي ذلك ,الليل يمر بطيئا وشدة البرد تتزايد , نظرت إلي ساعتي عشر دقائق بعد الثانية عشرة ,تذكرت أبي حيث حدثني عن الطريق الذي كان يسلكه عندما يعود متأخرا , ذلك الطريق الترابي الضيق الذي يجري عليجانبه الأيمن نهر النيل بأسراره وحكاياته , وعلي الجانب الآخر أشجار النخيلالمحملة بأطيب أنواع التمر .
حملتحقيبتي الصغيرة , وتوكلت علي الله وبدأت أقرأ ما أحفظ من قصار السور وبعض الأياتمن السور الطويلة
وفى منتصفالطريق تسمرت القدمان وارتعشت اليدان , وتصبب الوجهعرقا وكاد القلب ينفلت من بين ضلوعي , فعندما حدثني أبي عن الطريق حدثني أيضا عنذلك الشبح الذي كان يمد يديه يسد الطريق ورجلاه تتعلقان بالأشجار , لكنه لم يكنهذه المره كذلك , كان يقف علي جانب الطريق , طويل القامة أسود تماما تكاد الرأستكون جزءا متساويا من الهيكل , لم أعد أقوي علي السير أو الوقوف أو التقدم أوالرجوع , تذكرت المسدس الذي أحمله , مددت يدي إليه كادت تنطلق رصاصة في صدري منشدة ارتعاش يدي , صوبت فوهة المسدس نحو الهدف ثم أعدتها فجأه ربما يكون الخفيرالمكلف بحراسة المزارع أو ربما يكون حارس الدورية الذي يمر في ساعات متأخرة منالليل , هدأ قلبي نسبيا وقررت أن أكلمه فناديته بصوت تعلوه نبرة الخوف
" من هناك ؟ " فلم يجب كررت النداء مره أخري فلم يجب تقدمت قليلا حتي اقتربتمنه فإذا هو جزع نخلة احترق أعلاه وظل أسفله شامخا علي حافة الطريق .
الأقصر1990
تعليقات
إرسال تعليق