مكارم الأخلاق وحاتم الطائى للصف الأول الثانوى أولا الدرس


حاتم الطائى شاعر جاهلى معروف من أهل نجد

    و  فارس جواد من قبيلة طيئ مضرب المثل في الجود والكرم
   كان رئيسا مطاعا في قومه وشريفا مقصودا من معاصريه وسيدا مهابا من ملوك عصره 
وأجداده جميعا سادة نجباء  .
   تزوج ماوية بنت حجر الغسانية والنوار ثرملة البحترية له ديوان واحد من الشعر
    ويكنى أبا سفانة وأبا عدى
    كان بحرا يفيض عطاؤه ولا يغيض سخاؤه لا يظمأ وارده ولا يمنع سائله
    وكان لا ينتظر السائل حتى يأتيه فحين يشتد القحط ويعز القرى في برد الشتاء
      وتعصف الريح الباردة بأطناب الخيام
    ويزيد البرد من شعور الإنسان بالطوى حتى كرب يقضى عليه ، يدرك حاتم ما يقاسيه الناس
    فيرسل إليهم دون أن يسألوه- ما يدفع عنهم عادية الجوع ويأمر غلامه أن يوقد نارا
    في بقاع من الأرض عسى السائر ليلا أن يهتدى إليها  :
أوقد فإن الليل ليل قر                                والريح يا موقد ريح صر
عسى يرى نارك من يمر                            إن جلبت ضيفا فأنت حر
كان الجوع ينهش الأمعاء وكاد الفقر يفتك بالبسطاء في بيئة صحراوية قاحلة
وظروف مناخية قاسية وحروب ونزاعات مستمرة فقدر حاتم معنى الإنسانية
وقدم للسائل وغير السائل القريب والبعيد ما يحفظ عليه حياته أو يسد رمقه أو يروى غلته
-      وقد هجرته زوجته ماوية وأكثرت زوجته نوار من لومه وأطالت في عذله ورأت أن أهله وعياله أ    حق بما يعطيه الناس وهنا أخذ حاتم ينصح زوجته نوار بالإقلال من لومه
     قائلا لها : مهلا يا نوار إن المال الذى أبقيه سيأخذه غيرى إذا مت ولن يبقى لى سوى سوء الثناء
-     وكان حاتم صفوحا يغفر زلات قومه استبقاء لودهم وحفاظا على صداقاتهم
    وهو في سبيل ذلك قد شق على   نفسه  وكلفها فوق طاقتها ولكنه يدرك أن الحلم كفيل
     بدفع أذاهم وكم من مرة صكت سمعه كلمة قبيحة من شخص
       فأعارها أذنا صماء تنزيها لنفسه وتكريما لها
-     وكان عفيفا عف عن كل ما يشين وكف نفسه عن المطامع وصانها عن فعل الدنيات
    وبلغ من استحياء حاتم من   جاراته وحفاظه على شرفهن وعدم خدش حيائهن أنه

     ما مر بإحداهن إلا وتغافل أو تعامى كأنه لا يراها أو لا يعرفها
     ومن فضائل الكريم اللازمة أيضا الصدق وحاتم كان إذا حدث صدق
     وإذا وعد أوفى بوعده فالكريم حريص على سمعته والإنسان رهن بأعماله
     وحاتم رجل محب للسلام في عصر اتسم بالقوة عصر لا تكاد الحروب فيه تتوقف 
     وأوشكت القبائل أن تتفانى فاعتزل حاتم حرب الفساد التي سقط فيها خيرة قومه   
     و نزل في بنى بدر لأنه كان يكره العنف ويعزف عن الشر
     وكان ينصح ابنه عديا قائلا: إذا رأيت الشر يتركك فاتركه
     وهو سيد في قومه مرموق المكانة ولكنه متواضع لا يتيه
     ولا يرى نفسه فوق الناس وليس من العسير
    أن يمتاز رجل بالجود وآخر بالعفة وثالث بالصفح والتسامح والتواضع
      لكن من العسير أن تجتمع كل هذه الشمائل لرجل واحد فإن اجتمعت له فهو الكريم بلا منافس
     فليقرأ شباب العرب سيرة أرباب القيم وذوى مكارة الأخلاق حرى أن يتحلوا بهذه الصفات
     وعسى الأمة العربية أن تربى أبناءها على هذه القيم الرفيعة والصفات النبيلة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امتحانات السنوات السابقة لمادة اللغة العربية للصف الثالث الثانوى وإجاباتها

آداب الصداقة لابن مسكويه للصف الثانى الثانوى

مكارم الأخلاق وحاتم الطائى شرح الأستاذ محمد فهمى